في أجمل موقع داخل مدينة دمنهور تحديدا بطريق الجمهورية أقدم وأكبر شوارع المدينة العريقة … أمام مبني دمنهور السياحي الذي تمت إزالته وأقيم فوق أرضه برج تجاري سكني كبير …
كانت تقع حديقة مثلثة رائعة الجمال …
كانت تزينها وتحيط بها مجموعة من أشجار النخيل الملكي النادر ….
الحديقة مع الفندق كانا يمثلان معلمين رائعين يخطفان الأنظار …..
منذ أكثر من ثمانية عشر عاما (الرقم صحيح)
قرر محافظ البحيرة وقتها اللواء عادل لبيب إزالة الحديقة … وتحويلها إلى شيء لم يعلن عنه ….
كان الأمر لغزا كبيرا … حتى أن أقرب المقربين من السيد المحافظ لم يكن يعرف ماذا سيتم …
كنا نعتقد أنها مزحة أو مجرد (نكتة) …
لكن مع مرور الوقت كانت المعلومة تترسخ وتتأكد … لا أحد يعلم ….
المشروع المزمع تنفيذه تم إسناده إلى شرك المقاولون العرب … بدأت تظهر فوق الأرض مجموعة من الأعمدة الخرسانية … لم يتم وضع لافتة توضح ماذا سيتم …
في أحد اللقاءات بمجمع دمنهور الثقافي (مبارك سابقا) وجه أحد الحاضرين سؤالا للمحافظ عما ماسيتم إنشاؤه في هذا الموقع … فكان الرد كوميديا … تحدث المحافظ عن مبنى زجاجي سيكون حديث المدينة … مبنى يضاهي أفخر المباني التي نشاهدها في مدينة دبي … !!؟؟
وتمضي الأيام .. ويتغير المحافظون.. واحدا تلو الآخر …. يقال إنهم جميعا لم يعرفوا ولم يتوصلوا إلى سر هذا البناء ….
لواء محمد سيد شعراوي، بعده محمد مختار الحملاوي … أعقبه اللواء مبروك هندي …ثم اللواء مصطفي هدهود …
ثم دكتور محمد سلطان … فالمهندسة نادية عبده …
أتى بعدها اللواء هشام آمنة … وأخيرا نائبة المحافظ دكتور نهال بلبع ….
جميعهم لم يكملوا المبني وظلت أعمدته أطلالا ترسم علامة استفهام كبيرة … كما قامت شركة المقاولون العرب برفع الكشك الخاص بها من الموقع …
ليظل السؤال حائرا …
إلى متى سيظل الوضع هكذا … ومن بيده حل اللغز ….!!؟؟
لماذا لا يتم استكمال المبنى وتحويله إلى متحف يضم أهم المقتنيات التي تزخر بها واحدة من أكبر وأعرق المدن في العالم …
مدينة هي الأقدم بعد أريحا الفلسطينية ودمشق عاصمة سوريا ….
هناك العشرات من المخطوطات النادرة والآثار التي يمكن عرضها تحكي تاريخا عظيما عاشته محافظة البحيرة ومدنها التاريخية العريقة رشيد وادكو ووادي النطرون وغيرها ….
أتمنى أن يتم التوصل إلى حل، فوضع المبنى الآن يدعو إلى الرثاء ولا يتناسب مع أهمية وتميز الموقع …
فهل من مجيب ….؟